مُدَوّنة منصور بن محمد المقرن

بلدتي (القرينة) في السيرة النبوية

الموقع :

تقع في وادي الشعيب المعروف قديما بوادي قُرّان، ومن هنا جاءت تسميتها، تقع شمال غرب مدينة الرياض على بعد 70 كلم.

مسجد القرينة:

أحد أوائل المساجد في الإسلام. وأول مسجد في نجد (وسط جزيرة العرب) في عهد النبي r .

ورد في سنن النسائي:

عن طلق بن علي، قال خرجنا وفداً إلى النبي r، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بِيعَةً لنا، فاستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء، فتوضأ وتمضمض، ثم صبه في إداوة، وأمرنا، فقال «اخرجوا، فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بِيعَتَكُم، وانضحوا مكانها، بهذا الماء، واتخذوها مسجداً» ، قلنا: إن البلد بعيد، والحر شديد، والماء ينشف، فقال: «مدوه من الماء، فإنه لا يزيده إلا طيبا» فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، فكسرنا بِيعَتَنَا، ثم نضحنا مكانها واتخذناها مسجداً، فنادينا فيه بالأذان، قال: والراهب رجل من طيء، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حق، ثم استقبل تلعة من تلاعنا، فلم نره بعد. قال الالباني حديث صحيح.

وورد في صحيح ابن حبان:

عن قيس بن طليق عن أبيه، قال: خرجنا ستة وفدٍ إلى رسول الله r، خمسة من بني حنيفة، والسادس رجل من ضبيعة بن ربيعة، حتى قدمنا على رسول الله r، فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بِيعَةً لنا، واستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ منه وتمضمض، ثم صبه لنا في إداوةٍ، ثم قال : «اذهبوا بهذا الماء، فإذا قدمتم بلدكم، فاكسِروا بِيعَتَكُم، ثم انضَحُوا مكانها من هذا الماء، واتخذوا مكانها مسجداً» ، فقلنا : يارسول الله، البلد بعيد والماء ينشف، قال «فأمدوه من الماء، فإنه لا يزيدُهُ إلا طيباً» ، فخرجنا، فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها، فجعلها رسول الله لكل رجل منا يوماً وليلة، فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا، فعملنا الذي أمرنا وراهب ذلك القوم رجل من طيئٍ، فناديناه بالصلاة فقال الراهب: دعوة حق ثم هرب فلم يُرَ بعد.  و أورد المحقق لكتاب ابن حبان وهو شعيب الأرناؤوط تعليقاً على طلق رضي الله عنه فقال : قال أبو حاتم رضي الله عنه : … طلق بن علي كان قدومه على النبي r أول سنة من سني الهجرة، حيث كان المسلمون يبنون مسجد رسول الله r بالمدينة.

 

إعادة إحيائها:

يرجع إعادة إحيائها إلى أكثر من  مائتين سنة مضت، ففي عام 1222 هجرية خرج أبناء سند بن علي الودعاني الدوسري الأربعة (مقرن – سلطان – زومان – علي) إلى القرينة فأسسوها وغرسوا نخلها وبنوا قصرها وأحكموا أسوارها وكان معهم العلامة الشيخ محمد بن مقرن الذي توفي سنة 1267 هجرية.

وقال المؤرخ والأديب عبدالله بن خميس رحمه الله في كتابة «معجم اليمامة” : (وقد أسلم أهل قُرّان وحسن اسلامهم، وذهب وفد منهم إلى النبي r، فيهم طلق بن علي، وعلي بن شيبان، وكان لديهم قبل كنيسة وفيهم انتشرت النصرانية، فأعطاهم النبي r أداوة فيها ماء، وأمر بأن يهرق فيها لتطهيرها من رجس الكفر، وعلى قمة الجبل المقابل للقرينة بناء على غير مثال ، أدركنا بعض زواياه وجُدُره يسمى ( الكُنيَّسة ) بالتصغير قد يكون هو كنيسة قران وقد يكون ديرا من أديره النصرانية هناك، قاله الأستاذ حمد الجاسر).