5 تعليقات
مع كل صُبحٍ جديد تفتح فيه عينيك؛ تحظى بنعمة يغفل عنها كثيرون، وهي نعمة امتداد العمر.
كان رسول الله ﷺ إذا استيقظ من نومه يُعبِّر عن فرحه بنعمة الحياة، فيقول: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور) رواه مسلم، وكان عند استيقاظه يربط نعمة الله عليه بالحياة بنعمة عافية البدن، وبنعمة التوفيق للطاعات، فيقول: (الحمد الله الذي عافاني في جسدي، وردّ عليّ روحي، وأذِن لي بذكره) رواه الترمذي. وقد تمثّل التابعي الربيع بن خثيم معنى هذا الحديث، فكان يقول إذا استيقظ من نومه: “السلام عليكم يا ملائكة الله! اكتبوا: بسم الله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر“.
وقد دعا ﷺ إلى استشعار نعمة الحياة واستثمارها، فقال: (خيرُ الناسِ من طال عمرُه وحسُن عملُه) رواه الترمذي، وقال: (اغتنم حياتك قبل موتك) صحيح الجامع.
تأمل هذه الحادثة لترى بوضوح أثر امتداد العمر على حال المسلم يوم الجزاء: ثبت في الحديث عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أن رجلين أسلما جميعاً، وكان أحدهما أشدّ اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي. يقول طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليّ فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد. فأصبح طلحة يُحدِّث به الناسَ، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسولَ الله ﷺ وحدّثوه الحديث، فقال: من أيّ ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله؛ هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله ﷺ: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله ﷺ: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض. رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
ختاماً .. إذا تنفست نسائم يوم جديد، فاملأ قلبك بمحبة إلهك ومولاك الذي أمدّ في عمرك، واشكره سبحانه على هذه النعمة بالعمل الصالح والقول الطيّب.
- نُشر في موقع طريق الإسلام بتاريخ 5 محرم 1447 – 30 يونيو 2025
5 تعليقات

بارك الله فيك اخي منصور وجعلنا واياكم ممكن طال عمره وحسن عمله
زادك الله من العلم ونفع بك الإسلام والمسلمين
اللهم آمين وإياك دكتور
أشكر لك مرورك العاطر
بارك الله فيك وفيما تكتب
اللهم إجعلنا وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله
اللهم آمين
جزيت الجنة أبوعبدالمجيد