هل سمعتم بقمرٍ تحت الأرض ؟! ومتى كان القمرُ الذي يُنير الكون تحت الأرض؟! وهل هناك غير قمر السماء الذي نعرفه؟!
نعم. هناك قمرٌ أجمل وأبهى من قمر السماء، ولكننا لم نحظَ برؤيته، ولم تسعدْ عيوننا بمشهده!
ذاك هو نبينا محمد r في مثواه .. لقد كان وجهه الكريم -بأبي هو وأمي- كالقمر مضيئاً ..
عن جابر بن سمرة t، قال” : رأيت النبي r في ليلة إضحيان ( أي مضيئة)، فجعلت أنظر إلى رسول الله r وإلى القمر ، وعليه حلة حمراء ، فإذا هو أحسن عندي من القمر”.
وفي حديث التوبة المشهور، وصف كعب بن مالك t النبي r فقال: ” … وكان إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه قطعة قمر“.
وعن هند بن أبي هالة t قال :”كان رسول الله r يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر“.
لقد كان وجهه r نوراً، وكانت ولا زالت سيرته نوراً، وسنته نوراً، والكتاب الذي أُنزل عليه نوراً ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰانٌ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗاً )
ولا عجب من هذه الأنوار كلها، فإن من أرسل ذلك الرسول، وأنزل ذلك الكتاب هو: ( ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ).
لكن العجب ممن هو قريب من تلك الأنوار، ويأبى إلاّ أن يعيش في الظلمات (وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ).
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمولُ
والأعجب من هذا كله أن يوجد من يُريد أن يُطفئ تلك الأنوار !
وهل يقدر أحدٌ مهما أوتي من قوة أن يمنع نور الله تعالى ؟! ( يُرِيدُونَ ليُطْفِئُوا نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَاهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰافِرُونَ).
يا ناطح الجبل العالي ليُوهِنَه أشفق على الرأس لا تشـفق على الجبل
فيا أيها الموحد، المحب لدينه، الداعي إليه ! طِب نفساً، وقَرَّ عيناً، ولا تتوقف عن نشر نورِ ذاك القمرr ، فدينك محفوظ منصور، وعدوك مخذول مثبور.
[1] نُشر على الشبكة بتاريخ 11/9/1438
إرسال التعليق