ليس الاختلاف والتفرق بين الناس مذموماً إذا كان بسبب حصول علمٍ لدى فريق منهم وحرمان الفريق الآخر منه.
قال الله تعالى ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ).
ولقد كانت قريش جماعة واحدة فلما بُعث نبي الرحمة r انقسمت إلى طائفتين ، وحدثت فرقة بين الوالد وولده ، والزوج وزوجته ، لكن ذلك الاختلاف وتلك الفرقة كانت ضرورة وواجبة ليستقل كل فريق بمعتقداته ومنهجه وسلوكه.
بل حتى في صفوف المؤمنين ، فإن الله يبتليهم لينقسموا إلى قسمين ، كما قال تعالى ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) فتكون الفُرقة حينئذٍ : لتصفية الصف ليصفو.
إن يقين الصالحين بهذا الأمر يجعلهم لا يجزعون عند انقسام الناس ، ولا تضعف ثقتهم فيما عندهم ، ولا يتوقفون عن نشرهم منهجهم.
ولا يتنازلون عن بعض مبادئهم لأجل أن يتقربوا إلى القسم المخالف.
وهذا كله لا يعني اعتزال أهل الحق لبقية المجتمع ؛ بل الواجب مخالطتهم والتلطف في دعوتهم وبيان الحق لهم.
- نُشر في موقع طريق الإسلام بتاريخ 29 محرم 1444 الموافق 27 أغسطس 2022