هل يحبونك أيها الإمام ؟

قد يكون إمام المسجد من أكثر الأشخاص الذين تتكرر رؤيتنا لهم على مدار اليوم، فربما تكون أكثر من رؤية الطالب لمعلمه، والموظف لزميله، بل ربما أكثر من رؤية الوالدين والأقارب.

فهل أنشأت هذه الرؤية اليومية المتكررة على مدار سنين، علاقة ودٍ وألفة ومحبة بين الإمام والمأمومين؟

بداية .. لا شك أن السعي لجلب محبة المأمومين للإمام مطلب منشود وهدف مقصود، فبدونها لن يقتربوا ويستفيدوا منه. ومما يؤكد أهمية هذا المطلب الجليل والهدف الجميل أن الله تعالى يُجازي المتقين في الدنيا بأن يُلقي محبتهم في قلوب عباده: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)، قال السعدي: “أي: محبة و وداداً في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض، وإذا كان لهم في القلوب ودٌ تيسر لهم كثير من أمورهم، وحصل لهم من الخيرات والدعوات والإرشاد والقبول والإمامة ما حصل“، وقد سأل أبو هريرة رضي الله عنه الرسولَ  صلى الله عليه وسلم محبة الناس له، فقال: “يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا” فاستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لسؤاله ودعا له .

إن في قرب الإمام من جماعة مسجده تعليماً لجاهلهم، وتنبيهاً لغافلهم، وتفعيلاً لطاقاتهم، وتحبيباً لهم في دينهم، وتبديلاً للصورة المغلوطة لدى بعضهم عن الصالحين. ولا يخفى أن في تنوّع آثار النفع، تنوّعاً في الأجور وعِظمها، فما أهنأ الإمام ذا الخلق الحسن بهذا، وما أسعد المجتمع به، قال السعدي: “فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص“.

ختاماً .. فإن مما يُحبب جماعة المسجد في إمامهم: قربه منهم، ومخالطته لهم، والكلمة الطيبة معهم، والبشاشة والسلام عليهم، وتقديم وقراءة ما يفيدهم في دنياهم وأخراهم، وتلقي أسئلتهم الشرعية والاجتماعية ، وغير ذلك كثير، لا يخفى على من ينشد رضاء ربه، ومحبة خلقه، ونفع عباده.

2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *