9 تعليقات
اجعل خوفك فرحاً
هل سافرت يوماً إلى مدينة تحبها، وتلقى فيها أناساً تشتاق لرؤيتهم؟
هل تـتذكر مشاعرك عندما اقتربت من مشارفها؟ ألا زلت تتذوق متعة الوصول، وفرحتك به، وخاصة إذا كان السفر طويلاً، ولقيت حبيباً عزيزاً ؟
إذا تذكرت هذه الحالة، فتذكر أنك منذ ولدت وأنت في سفر إلى الدار الآخرة، تكابد فيه وعثاء السفر، ومشاق الحياة، وستكون محطة وصولك والوجهة النهائية لك –إن كنت مؤمنا مستقيماً– أجمل مكان وهو الجنة.
لكن! هل تخاف من اللحظات الأخيرة في حياتك؟
اطمئن سيأتيك من يُبعد خوفك ويزيل غمّك. ستنزل عليك ملائكة من السماء لتطمئنك وتبشرك، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).
فإذا عاين المؤمن ملائكة الرحمة في اللحظات الأخيرة من حياته؛ أصبح الموت الذي يخاف منه فرحاً وبشرى، وباباً من أبواب الجنة يدخل إليها منه، وموعداً جميلاً رائعاً مع خالقك، تُطفئ فيه شوقك إليه سبحانه: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ)، قال ابن القيم: (فجمع في هذا الدعاء العظيم القدر، بين أطيب شيء في الدنيا وهو الشوق إلى لقائه سبحانه، وأطيب شيء في الآخرة وهو النظر إلى وجهه سبحانه)، وكان أبو الدرداء يقول: “أُحبّ الموت اشتياقًا إِلَى ربي عز وجل“، وكان أحد السلف يناجي ربه ومولاه فيقول: “طال شوقي إليك، فعجل قدومي عليك“.
القارئ الكريم .. إليك نماذج لأناس تحوّل عندهم الخوف من الموت إلى فرح وسرور:
لما احتضر بلال رضي الله عنه قال: “غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه. فبكت امرأته وقالت: واحزناه. فقال: وافرحاه“. وعندما حضرت الوفاة معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: “مرحباً بالموت زائراً بعد غياب، وحبيباً جاء على فاقة. اللهم إني كنتُ أخافك، فأنا اليوم أرجوك“. وعندما حضرت الوفاة عمر بن عبدالعزيز، سمعه أهله يقول: “مرحباً بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان” (أي أنهم ملائكة). ولما قرب أجل أبي الوفاء بن عقيل، بكى أهله، فقال لهم: “لي خمسون سنة أعبده، فدعوني أتهنّى بمقابلته“.
ختاماً .. إذا كنا نُحب أن نفرح بالموت إذا جاء ولا نجزع منه، فلا بد أن نحقق الشرطين الواردين في أول هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).
———————–
فكرة المقال مستلهمة من كتاب (جماليات الدين) لفريد الأنصاري رحمه الله
9 تعليقات

نسأل الله الاستقامة على دينه و الثبات عليها
اللحظات الأخيرة حاسمة و بحاجة إلى عمل
و صبر
موعظة مؤثره ابو محمد نحن بحاجة اليها
و جزاك الله خير
سهيل
نسأل الله الاستقامة على دينه و الثبات عليها
اللحظات الأخيرة حاسمة و بحاجة إلى عمل
و صبر
موعظة مؤثره ابو محمد نحن بحاجة اليها
و جزاك الله خير
اللهم أحسن خاتمتنا جميعا
واجعل ملائكة الرحمة تبشرنا برضوانك
جزاك الله خيراً على هذا الطرح الجميل والشيّق . نسأل الله الحيّ القيوم ذي الجلال والاكرام ان يحسن عاقبتنا في الامور كلها ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة ويرزقنا لذة النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
اللهم تقبل هذه الدعوات، وأكرم صاحبها بالجنات
بارك الله فيك.
اللهم اجعلنا وإياكم من طال عمره وحسن عمله واحسن خاتمتنا ياسميع الدعاء
اللهم استجب، وأسبغ علينا من أفضالك
اللهم احسن عملنا
وخاتمتنا
وتوفنا وانت راضٍ عنَّا
جزاكم الله خير🤲💐
آمين .. واجمعنا يا ربنا بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم