(من أقدم السُنن)
سُنة قديمة قِدم خلق أبينا آدم عليه السلام، شعار المسلمين، وعلامة للمتواضعين، ومن خير فضائل الدين، وتجلب لك محبة الآخرين، وإفشاؤها طريق إلى الجنة وتحية أهلها الطيبين، ووسيلة إلى أحد مقاصد الدين وهو وجوب الألفة والمحبة بين أهله أجمعين. تلك هي سُنة إفشاء السلام.
وهذه أدلة ما سبق ذكره من الوحيين:
قال صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله آدم عليه السلام قال: اذهب فَسَلِّمْ على أولئك -نَفَرٍ من الملائكة جلوس- فاستمع ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنها تَحِيَّتُكَ وتحية ذُرِّيتِكَ. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فَزَادُوهُ: ورحمة الله) متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: (حقُّ المسلم على المسلم ست: إذا لَقِيتَهُ فسَلِّمْ عليه .. الحديث) رواه مسلم.
سأل رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه مسلم. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “لا يسبقك إلى السلام أحد“، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: “إن من التواضع أن تُسلم على من لقيت“.
وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُم عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُم؟ أَفْشُوا السَّلاَم بَينَكُم) رواه مسلم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ثلاث يُصفين لك ودَّ أخيك – وذكر منها- أن تبدأه بالسلام إذا لقيته“.
قد يمكث الناس دهراً ليس بينهم … ودٌ فيزرعه التسليم واللّطف
وقال صلى الله عليه وسلم: (يا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
وقال الله تعالى: (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).
وإذا مرّ رجل على أحدٍ وغلب على ظنه أنه إذا سلّم عليه فلن يرد السلام ؛ فلا يترك السلام. قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيا: فيُعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
ختاماً .. فإذا كانت هذه فضائل إفشاء السلام؛ فكم الذين حرموا أنفسهم منها، حينما لا يـبدأون بالسلام عند الاتصال الهاتفي، وعند مقابلة الناس، واجتماعات العمل، وغير ذلك.
لا تعليق