(اسأل أباك !)
تحرص الأسرة المتماسكة على لقاءات يومية يجتمع فيها الوالدان بأولادهم (لفظ الأولاد يشمل البنين والبنات)؛ يتبادلون فيها الأحاديث ويجددون مودتهم وحبهم لبعضهم، ومن الأفكار التي يمكن أن تنتفع بها هذه الأسر في لقاءتها: أن يطرح الأولاد فيها بين حين وآخر أسئلة على أبيهم تتعلق بتجاربه في الحياة، أو خبراته الوظيفية، أو المواقف الجميلة والحرجة والطريفة التي مرّت به، أو يسألونه عن قضايا دينية أو اجتماعية أو نفسية تشغل عقولهم، وغير ذلك كثير.
والمؤمل عند تنفيذ هذه الفكرة أن تحقق الفوائد التالية:
- أن يتعرف الأولاد أكثر على أبيهم، فأحياناً يكون للأب مكانة اجتماعية مرموقة وأعمال إنسانية مشكورة وآراء مسددة محمودة ولا تعلم بها أسرته وهي أقرب الناس إليه، وقد قيل (أهون ما يكون العالِم عند أهله وجيرانه)، ومن المؤلم أن بعض الأولاد لا يعرفون مكانة أبيهم ومآثره إلا من المعزين عند وفاته!.
- تقوية العلاقة الأبوية، وتتويجها بالود والحب والإعجاب.
- الاستفادة من عِلم وحكمة وقيم الأب، ونقلها إلى أولاده، ليحدث ترابط وانسجام واستدامة بين قيم وعادات الآباء الحميدة والأولاد.
- بيان وإيضاح القضايا الشائكة والغامضة لدى الأولاد أولاً بأول؛ حتى لا تتراكم في أذهانهم فتؤدي إلى انحرافهم.
- إشعار الأب بدوره في حياة أولاده، وأنه ليس مهمشاً عندهم. (يحسن الاطلاع على هذا المقطع القصير “35 ثانية”، لتأكيد العناية بهذا الأمر https://youtu.be/hl0-uahYris?feature=shared
- زيادة معرفة الأب بهموم وطموحات ومشاعر أولاده.
تجدر الإشارة ههنا؛ إلى أن بعض الأولاد لا يسأل أباه عن رأيه في عدد من القضايا لأنه يرى أنه أفضل من أبيه تعليماً أو وظيفة أو معرفة بالتقنيات والأنظمة الحديثة والمستجدات، إلا أن الأفضلية في هذه الأمور لا تغني عن سؤال الأب في الموضوعات التي تحتاج إلى صاحب التجارب الطويلة، والمهارات الحياتية المتنوعة، والحكمة والأناة.
لا تعليق