مُدَوّنة منصور بن محمد المقرن

ما أعظم ما شرّفك به النبي ﷺ حين قدّمك على غيرك لإمامة الناس في الصلاة، لأجل حفظك للقرآن!

فهل استثمرت سبب التفضيل وقمت بواجب التشريف، فتلوت كتاب الله كله أو غالبه على من معك من المصلين ؟

 

يُلاحظ أن بعض الأئمة الحفاظ – حفظهم الله- لا يقرأون على الناس في صلواتهم – ما عدا رمضان- إلا ما مجموعه لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أجزاء.

في الحديث المتفق عليه “أن رسول الله r كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المائة آية” ، وورد عنه r أنه كان يقرأ كثيراً من سور المفصل.

 

ولا يخفى على شريف علمكم أن أعظم ما يُوعظ الناس به ويؤثر فيهم : القرآن العظيم، (فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ).

فكم من عاصٍٍ ستدعوه بترتيلك ، وكم من غافلٍ ستوقظه بتلاوتك !.

فلا تحرم نفسك الأجور العظيمة، ولا تحرم الناس سماع كلام ربهم في القرآن كله.

 

أيها الإمام الحافظ !

قد يقضي الخطيب أو الداعية أو الواعظ أياماًً ليجمع مادة ليُحدِّث الناس بها، أما أنت فبمجرد تلاوتك الآيات على المصلين، فإنك تؤثر فيهم، وتقوم بدور الخطيب والداعية والواعظ في وقت واحد.

فما أعظمه من شرف ! وما أيسرها من مهمة !

 

فيا رعاك الله !

اقرأ على المصلين آيات تعظيم الله تعالى وصفاته وآلائه، لتحببهم في مولاهم، فمن أحب الله أطاعه.

واتلُ عليهم آيات قصص الأنبياء، فمن عرف قصصهم اقتدى بهم.

 ورتل عليهم آيات اليوم الآخر، فمن وعاها تعلّّق قلبه بالآخرة وكفّ عن الذنوب

وأسمعهم آيات ما فعله الكافرون والمنافقون، وكيف كان وسيكون مآل كيدهم، فمن تدبرها زال احباطه وسارع للعمل.

زوّدك الله التقوى، وغفر ذنبك، ويسر لك الخير حيثما كان.

[1]  نشر في موقع طريق الإسلام بتاريخ 28/4/1443

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *