غثائية المشاهدات
تبتهج كثير من الجمعيات الخيرية عند زيادة عدد مشاهدات مقاطعها على وسائل التواصل باعتبار ذلك مؤشراً على جودتها، وبالتالي تحقيق الأثر والنفع المقصود من انتاجها. إلا أن الركون والابتهاج بضخامة عدد المشاهدات فقط، قد يصرف عن التقييم الإعلامي المتخصص للمنتج ومدى تحقيقه للهدف منه، فعند الرجوع إلى منصة (اليوتيوب) مثلاً؛ سنجد مشاهدات مليونية لمقاطع ليس فيها ألبتة أي محتوى قيمي هادف، هذا فضلاً أن عدد المشاهدات الكبير لا يعني أن كل أو غالب من شاهد المنتج قد استوعب رسالته أو تأثر به، أو شارك في نشره، فكما أن هناك غثائية في المجتمعات ورد ذكرها في السنة المطهرة فهناك غثائية في المشاهدات، وكما أن هناك أفراداً يعدلون آلافاً في الفاعلية، فهناك مشاهدون إيجابيون يعدلون آلافاً من المشاهدين الغثائيين، فيحسن استهدافهم والوصول لهم.
ولعل نجاح أي منتج إعلامي يبدأ بأن يقتصر دور إدارة الجمعية في وضع هدف ورسالة المنتج، والضوابط التي تحكمه والشريحة المستهدفة. وألا تتدخل في الصناعة الإعلامية للمنتج، بل تُعطي القوس لباريها من الشركات المتخصصة التي لها سجل عريض من النجاحات الإعلامية.
فإذا رأت الجمعية – رغم ذلك – قلة عدد المشاهدات؛ فينبغي ألاّ تهتز قناعاتها وقيمها وضوابط منتجاتها، ما دامت قد استكملت معايير الجودة الإعلامية، بل ينبغي أن تراجع وتطور خطة تدشين المنتج وتسويقه.