الخطاب الدعوي الشيعي

رغم أن الشيعة أقلية في المجتمعات والدول الإسلامية، ولا يملكون أهم وسائل التوجيه وبناء القيم وصياغة العقول، كالتعليم والإعلام (وخاصة قبل ثورة اتصالات الإنترنت)، إلا أنهم استطاعوا أن يحافظوا على معتقداتهم ويتمسكوا بها، بل ويناضلون ويكافحون من أجل نشرها.

وهذه الحالة غير المعتادة تدعو الباحثين الشرعيين والاجتماعيين السنة إلى دراستها، ومعرفة وسائل وأساليب علمائهم ودعاتهم والمؤثرين فيهم، ونمط خطابهم الدعوي والجماهيري لأتباعهم، وذلك لسببين :

• تمكن الوسائل والخطاب الدعوي الشيعي عبر عقود بل قرون من المحافظة على الهوية الشيعية، واستمرار توقد جذوة الإيمان والولاء في صدور الشيعة لمذهبهم رغم تهافته البيّن معتقداً ومنهجاً وسلوكاً.
• استفادة علماء ودعاة ومصلحي أهل السنة من هذه الدراسة، لتطوير وزيادة كفاءة وسائل وأساليب خطابهم الدعوي الموجه لأهل السنة. خاصة أنهم يمرون حالياً في كثير من الدول الإسلامية بنفس ما مرَّ به الشيعة في عقود مضت من حملة شاملة واسعة عبر مناهج التعليم والإعلام والأنظمة وغيرها لطمس هويتهم وتجهيلهم بدينهم، وإبعادهم عن التمسك به.

والمأمول من الغيورين المقتدرين أن يقوموا بتشكيل فرق بحثية متخصصة وتمويلها للقيام بعدة بحوث ودراسات ميدانية حول وسائل وأساليب الخطاب الدعوي الشيعي، ومن ثَمَّ نشرها للاستفادة منها.