مُدَوّنة منصور بن محمد المقرن

لا تعليق

هذه خمس سنن قولية وفعلية يُستحب أداؤها عند نزول المطر وأثناء نزوله وبعده، وحريٌ بكل محب للخير لنفسه أن يحرص عليها وأن يعلمها لمن حوله:

السُـنة الأولى : عند أول نزول المطر

أن تقول: “اللهم صيـباً نافعاً”، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسـول الله r كان إذا رأى المطر قال: ” اللهم صيـباً نافعاً ” رواه البخاري. فلعل دعوة صادقة منك تدفع ضرراً عن المسلمين من ذلك المطر وتجلب لهم به خيراً، هذا فضلاً عن أجر فعل هذه السنة. وورد أيضاً أن تقول: “رحمة ” لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي r كان يقول إذا رأى المطر “رحمة” رواه مسلم.

السُـنة الثانية : أثناء نزول المطر

أن تقف تحت المطر وتحسر عن شيء من ملابسك ليصيب المطر جسدك رجاء البركة ، لحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال : ” أصابنا ونحن مع رسول الله r مطر فحسر رسول الله r ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا : يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديث عهد بربه تعالى ” . رواه مسلم. قال النووي: ” قوله: معنى حسر كشف، أي كشف بعض بدنه، ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها”.

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن السماء مطرت فقال لغلامه: ” أخرج فراشي ورحلي يصيبه المطر. فقال أبو الجوزاء لابن عباس: لم تفعل هذا يرحمك الله؟ قال: أما تقرأ كتاب الله (ونزلنا من السماء ماء مباركاً) فأحب أن تصيب البركة فراشي ورحلي “. أخرجه البيهقي

وعن سعيد بن المسيب أنه رأى ابن عباس في المسجد ومطرت السماء وهو في السقاية فخرج إلى رحبة المسجد ثم كشف عن ظهره للمطر حتى أصابه ثم رجع إلى مجلسه.

وكان علي رضي الله عنه إذا أمطرت السماء خرج فإذا أصاب رأسه الماء مسح رأسه ووجهه وجسده، وقال: “بركة نزلت من السماء لم تمسها يد ولا سقاء ” وعن ابن أبي مليكة، قال: كان ابن عباس يتمطر، يقول: يا عكرمة، أخرج الرحل، أخرج كذا، أخرج كذا، حتَّى يصيبه المطر.

وعن نباتة قال: كان عثمان بن عفان يتمطر. قال ابن رجب: معنى التمطر: أن يقصد المستسقي أو غيره الوقوف في المطر يصيبه.

وقال أبو الأشعر: رأيت أبا حكيم إذا كانت أول مطر تجرد، ويقول: إن علياً كان يفعله، ويقول، أنه حديث عهد بالعرش.

السُـنة الثالثة: أثناء نزول المطر
يستحب إذا سال الوادي أن يتوضأ منه ويغتسل.
قال النووي: ” يستحب إذا سال الوادي أن يغتسل فيه ويتوضأ منه لما رُوي أنه جرى الوادي فقال النبي r : “اخرجوا بنا إلى هذا الذي سماه الله طهوراً حتى نتوضأ منه ونحمد الله عليه”.

السُـنة الرابعة : أثناء نزول المطر

أن تدعو الله تعالى وتسأله من خيري الدنيا والآخرة فإن ذلك موضع إجابة لأنه يوافق نزول رحمة من رحمات الله عز وجل، ففي الحديث ” ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر” صحيح الجامع. كما أن الالتجاء إلى الله عز وجل وسؤاله في أوقات الرخاء مؤذنٌ للعبد أن يُستجاب له وقت الشدة وهو أحوج ما يكون إلى الإجابة ، فقد ورد في الحديث ” من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء” صحيح الجامع . وحديث ” تعرّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة” رواه أحمد والترمذي .

السُـنة الخامسة: بعد نزول المطر

أن تقول: “مطرنا بفضل الله ورحمته”، وتبدو الحاجة الآن ماسة للعمل بهذا الحديث واعتقاد معناه، حيث أصبح كثير من الناس يُعلِّق نزول المطر على الظواهر الجوية، ويتشبث بأقوال أهل الأرصاد، وينسى أن إنشاء السحاب كان بقدرة الله تعالى وأن نزول المطر منه لا يحدث إلا بمشيئته سبحانه. في الحديث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربكم؟” قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: “أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب” متفق عليه.

ختاماً .. فإن من حِكم ترديد أذكار معينة عند تغيّر الأحوال، ترطيب اللسان وتعويده على ذِكر الله تعالى؛ ودوام تعلق القلب بخالقه سبحانه، وتذكر قربه ومراقبته جل جلاله.

[1]  نُشر بتاريخ 21/1/2011 م

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *