حِوارات (كيف ؟)
يحرص الجادّون على استثمار أوقات مجالسهم في تنمية ذواتهم، والارتقاء بشخصياتهم، عن طريق طرح النقاشات والموضوعات الهادفة.
وعادة ما تبدأ النقاشات والحوارات بإثارة سؤال استفهامي، ومعلوم أن لكل أداة من أدوات الاستفهام غرضاً ومجالاً محدد للإجابة: فمثلاً : أداة الاستفهام: (متى؟) تكون إجاباتها عن أوقات. وأداة: (أين؟) تكون إجاباتها عن أماكن. وأداة : (لماذا؟) تكون إجابتها تعليلية. إلا أن أكثر أدوات الاستفهام إثارة للجوانب العملية التي يمكن للإنسان أن يطبقها ، وبالتالي ينتقل من الجانب المعرفي (التنظيري) إلى الجانب العملي هي أداة الاستفهام : (كيف ؟)
وتتضح أهمية إثارة الأسئلة التي تبدأ بـ (كيف؟) في أن الجانب المعرفي والوجداني لدى الشخص لا يكفي غالباً لانتقاله إلى الجانب العملي وهو المطلوب، فقد قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي، يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)، كما أن انتقال المرء من الجانب المعرفي إلى الجانب العملي يُخرجه – بإذن الله- من تبعات عدم العمل بما يعلم، وحسبك بهذا محفزاً لإثارة سؤال (كيف؟) مع أنفسنا وغيرنا. قال أبو الدرداء رضي الله عنه:” إن أخوف ما أخافه يوم القيامة، أن يُقال لي: يا أبا الدرداء قد علمتَ. فماذا عملتَ بما علمتَ ؟“
وتزداد فاعلية الإجابة على السؤال المبدوء بـ (كيف؟) حول موضوع معين، عندما يكون الجانب المعرفي والوجداني لدى الحضور موجوداً مسبقاً عن الموضوع محل السؤال، كما أن سماع تجارب ومعارف الحضور ستسهم بشكل كبير في الوصول إلى عدد مناسب من الخطوات العملية والواقعية الفاعلة والتي بدورها ستتيح مجالات وخيارات متنوعة ليختار كل واحد منهم ما يناسبه.
وختاماً .. فهذه نماذج من الأسئلة التي تبدأ بـ (كيف؟)، لتـتضح الصورة أكثر، ولملاحظة الأثر التطبيقي العملي للإجابة عليها عند الحاضرين:
كيف أزيد من الفاعلية والإيجابية عندي؟. كيف أضبط انفعالاتي؟. كيف أجعل قلبي سليماً تجاه الآخرين؟. كيف أبر والدي وأصل رحمي؟. كيف أنظم أوقاتي؟. كيف أكسب محبة إخواني؟. كيف أتقرب أكثر إلى ربي؟
أرجأت الرد للإطلاع والاستفادة كتب الله اجرك ابو محمد ونفع بعلمك فعلا استفدت وعسى الله ان ينفعنا بما علمنا كتب الله اجرك
يا مرحبا دكتور
الإيجابية سمة بارزة فيكم
أدام الله توفيقكم
مقالة جميلة والاجمل ماجاء في ختامها من أسئلة فعلا مركزة
واعتقد لو يستفيد منها بعض المعلمين ويجعلها او بعضها ك ورشة عمل بينه وبين طلابه لرفع مستوى تفكيرهم وادراكهم
يا سلااااام .. رائع
فعلا ..لو أثار المعلمون أسئلة للطلاب تبدأ ب (كيف) في موضوعات تهمهم سترتقي إيجابيتهم في المقام الأول، ثم سينتفع بعضهم ببعض
شكرا شكرا أبا فهد
جزاك الله خير ،،،
في الحقيقة من يحمل الهم يستطيع تحويل المجالس الى اداة ايجابية في الارتقاء بوعي وفهم وفكر وعمل وعطاء الحاضرين الى أفاق ايجابية تضع لبنة في اعادة الأمة لدورها الحضاري والقيادي للعالم ، ومما يساعد في هذا الأمر الاستعداد لهذه المجالس الجادة مهما كانت طبيعتها ، وادارتها بحيث يسمح بمشاركة الاخرين وتفاعلهم ، واهم الادوات المعينة لذلك تحديد موضوع واحد و حُسن استخدام أدوات الاستفهام التي تثير الحاضرين وتخرج افضل ماعندهم.،💐
هذا التعليق تاج على المقالة ..
جزيت الجنة أبا مجاهد
يحرص الكثير على إبداء أرائهم والتصدر للمجالس ولكن البدء ب كيف يعطي انطباع التواضع واخذ وجهات نظر من اكثر من شخص .. فعلا مقال جميل ..
حفظك المولى أبا عبدالمجيد
ورفع مقامك
السلام عليكم
رائع
شكر الله لك
وعليكم السلام
آمين وإياكم