(استمتع بأذكارك !)
يحرص الكثير على المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولعل الدافع لدى بعضهم، هو الطمع في الأجور والوقاية من الشرور، وفي هذا خير عظيم. إلا أن استصحاب الأعمال القلبية والمعاني السلوكية لهذه الأذكار يزيد من أثرها على حياة المسلم، وقربه من ربه ومولاه. ومن هذه الأعمال والمعاني:
- في ترديد الأذكار بشكل عام؛ استصحاب لمعية الله سبحانه للعبد، وتذكر قربه إليه، ومراقبته له، وهذا من أعظم الدوافع لدوام تعظيم الله تعالى وإجلاله، وما يستلزمه من حفظ الجوارح والخواطر، والاستكثار من الطاعات.
- في قول (أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ)، وقول (أَصْبَحْنا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلاَصِ …)، تجديد لتوحيد الله تعالى وإفراده بعبادة القلوب كالخوف والرجاء والتوكل فلا يصرفها لغيره، وإفراده بعبادة الجوارح فلا يؤديها رياء ولا سمعة.
- في قول (رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَخَيرَ مَا بَعْدَهُ …)، وقول (رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ)، وقول (بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي السّمَاءِ …) ونحوها من الأذكار، إظهار الافتقار لله تعالى، بطلب العون منه، فلا يتكل المرء على نفسه في جلب نفع أو دفع ضُر.
- في قول (…رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ)، وقول ( … وَإِلَيْكَ النُّشُورُ)، وقول (…وإليك المصير)، التذكير بركن من أركان الإيمان وهو اليوم الآخر، وما لهذا من أثر بالغ في الثبات وضبط مواقف وسلوك العبد مهما اشتدت عليه الظروف والأحوال.
- في قول (…خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ …)، التذكير بالعبودية لله تعالى وأنها الغاية من خلقه، وبالتالي صرف الطاقة والجهد لتحقيقها.
- في قول (أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي)، وقول (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ…)، نفيٌ للعُجب والكِبر، وإظهار التذلل لله سبحانه، ليغفر ما اقترفته النفس.
- في قول (رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبَّاً، وَبِالْإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً)، تأكيد على رضا العبد بأقضية الله تعالى، وأحكام دينه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لدفع أي حرج منها قد يعرض.
- في قول (اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ …)، نسبة النِّعم التي يرفل فيها العبد إلى الـمُنعِم سبحانه، وفي ذلك إبعاد (للأنا) عن النفس، أو نسبة النعم لأحد من الخلق.
- في قول (أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ: فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي، وَمَالِي …)، التذكير بالمسؤولية تجاه الأهل لرعايتهم ووقايتهم من مضلات الفتن.
- في قول (أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، …، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ)، بعض الناس يخشى من ظلم وإيذاء الناس له، ولا يتصور أنه هو بنفسه قد يضر ويؤذي الآخرين، فجاء هذا الذِكر للتذكير بذلك.
القارئ الكريم .. فما مضى عشر وقفات مع أذكار الصباح والمساء، والمرجو أن يكون في استصحابها وتذكرها عند اللهج بها مضاعفة لحسناتك، وزيادة في إيمانك، واستمتاعاً بأذكارك.
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل على هذه التوجيهات الإيمانية التي تشعر العبد تعظيم الله سبحانه وتعالى ومحبتته وبارك فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
تعدد النيات نجارة العلماء
تنبيه عميق للتفاعل مع الأذكار.. فما أحوجنا لذلك.
موضوع فريد في نوعه وطريقة طرحة نفعنا الله به وأجزل الله المثوبة لإبي محمد عليه وزاده علما
وبصيرة.
حياك الله أبا خالد
تقبل الله دعواتك الطيبة
اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيرا
اللهم استجب
بارك الله فيك
اللهم آمين وإياك أخي الكريم
جزاك الله خيراً
ونفع بكم
لفتة جميلة وفائدة قيمة
آمين وإياك أخي الكريم
ماشاءالله تبارك الرحمن
حقا يستحق النشر ،سلمت يمينك على هذه الدرر القيمة و المعاني العظيمة
جزاكم الله خيرا
شكر الله لك أستاذة
وأدام نفعك
سلمت يمينك أبا محمد نحن بحاجة لهذه المعاني العظيمة التي نفتقر إليها ونسأل الله جل وعلا أن يعيينا على استصحابها آمين.
حياك الله دكتور
الحمد لله على توفيقه
بارك الله قلمك
لفتات جميلة وتنبيه لأهمية حضور القلب أثناء ترديد الأذكار واستحضار الجانب التعبدي في ذلك بدلا من السرد الروتيني و غياب فهم ما تتضمنه هذه الأذكار من معالم ومعاني.
جزاك الله خيرا
وبارك الله في علمك وعمرك وولدك أخي العزيز